کتاب: تبرکات - صفحہ 7
تَبَرَّکْتَ بِہَا، فَإِنَّ بَرَکَتَہَا لَا تَنْتَقِلُ إِلَیْکَ بِالذَّاتِ، وَإِنَّمَا بَرَکَتَہَا مِنْ جِہَۃِ الْمَعْنٰی فَقَطْ، کَذٰلِکَ بَیْتُ اللّٰہِ الْحَرَامُ ہُوَ مُبَارَکٌ لَّا مِنْ جِہَۃِ ذَاتِہٖ، یَعْنِي لَیْسَ کَمَا یَعْتَقِدُ الْبَعْضُ أَنَّ مَنْ تَمَسَّحَ بِہِ انْتَقَلَتْ إِلَیْہِ الْبَرَکَۃُ، وَإِنَّمَا ہُوَ مُبَارَکٌ مِّنْ جِہَۃِ الْمَعْنٰی، یَعْنِي اجْتَمَعَتْ فِیہِ الْبَرَکَۃُ الَّتِي جَعَلَہَا اللّٰہُ فِي ہٰذِہِ الْبِنْیَۃِ؛ مِنْ جِہَۃِ تَعَلُّقِ الْقُلُوبِ بِہَا، وَکَثْرَۃِ الْخَیْرِ الَّذِي یَکُونُ لِمَنْ أَرَادَہَا وَأَتَاہَا وَطَافَ بِہَا، وَتَعَبَّدَ عِنْدَہَا، وَکَذٰلِکَ الْحَجَرُ الْـأَسْوَدُ؛ ہُوَ حَجَرٌ مُّبَارَکٌ، وَلٰکِنْ بَرَکَتُہٗ لِأَجْلِ الْعِبَادَۃِ، یَعْنِي أَنَّ مَنِ اسْتَلَمَہٗ تَعَبُّدًا مُّطِیعًا لِّلنَّبِيِ صَلَّی اللّٰہُ عَلَیْہِ وَسَلَّمَ فِي اسْتِلَامِہٖ لَہٗ، وَفِي تَقْبِیلِہٖ، فَإِنَّہٗ یَنَالُہٗ بِہٖ بَرَکَۃَ الِاتِّبَاعِ، وَقَدْ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللّٰہُ عَنْہُ لَمَّا قَبَّلَ الْحَجَرَ : إِنِي لَـأَعْلَمُ أَنَّکَ حَجَرٌ لَّا تَنْفَعُ وَلَا تَضُرُّ، فَقَوْلُہٗ : لَا تَنْفَعُ وَلَا تَضُرُّ، یَعْنِي لَا یَجْلِبُ لِمَنْ قَبَّلَہٗ شَیْئًا مِّنَ النَّفْعِ، وَلَا یَدْفَعُ عَنْ أَحَدٍ شَیْئًا مِّنَ الضُّرِّ، وَإِنَّمَا الْحَامِلُ عَلَی التَّقْبِیلِ مُجَرَّدُ الاِتِّسَائُ، تَعَبُّدًا لِّلّٰہِ، وَلِذٰلِکَ قَالَ : وَلَوْلَا أَنِّي رَأَیْتُ رَسُولَ اللّٰہِ صَلَّی اللّٰہُ عَلَیْہِ وَسَلَّمَ یُقَبِّلُکَ؛ مَا قَبَّلْتُکَ، فَہٰذَا مَعْنَی الْبَرَکَۃِ الَّتِي جُعِلَتْ فِي الْـأَمْکِنَۃِ، وَأَمَّا مَعْنٰی کَوْنِ الزَّمَانِ مُبَارَکًا؛ مِثْلَ شَہْرِ رَمَضَانَ، أَوْ بَعْضِ أَیَّامِ اللّٰہِ الْفَاضِلَۃِ، فَیَعْنِي أَنَّ مَنْ تَعَبَّدَ فِیہَا، وَرَامَ الْخَیْرَ فِیہَا، فَإِنَّہٗ یَنَالُ مِنْ کَثْرَۃِ الثَّوَابِ