کتاب: محدث شمارہ 27-28 - صفحہ 6
التي يحث فيھا عليه الصلاة والسلام أتباعه علي التراحم فيما بينھم علي اختلاف طبقاتھم بحيث يرحم الصغير فيھم ويعطف علي الضعيف المعدم الفقير، ويحترم فيھم الكبير وينزل العلماء منازلھم اللائفة بھم لأنھم ورثة الأنبياء وبعد. وھل ھناك حياة أرحم من ھذه الحياة وأسعد؟ أو ھناك دين أنزه وأنبل من ھذا الدين؟ ثم ھل ھناك نبي أكرم وأرحم من النبي صلی اللہ علیہ وسلم ھذا دينه وتلك شريعته؟ لا وألف لا! ولو طبق المسلمون عملياً ھذه التعاليم الرحيمة لعاشوا أسعد الحياة وأرحمھا ولدخل الناس في ھذا الدين أفواجًا ليتمتعوا برحمة ھذه الرسالة المحمدية. ولكن مواقف كثير من المنتسبين إلي الإسلام ھو الذي حال بين الناس وبين التنعم برحمة الإسلام وعزه، فليس العيب عيب الرسالة وصاحبها. حاشا أن يكون فيھا أي عيب. ولكن العيب عيب المسلمين الذين لم يتذوقوا معني الإسلام وما فيه من شيم الأخلاق التي منھا [الرحمة ]. ومن أراد اللّٰه له التوفيق والھداية من غير المسلمين إذا أراد أن يفھم الإسلام علي حقيقته في رحمته وعدالته وعزته ونبل أھدافه فليدرس الإسلام في مصادره وفي سيرة نبيه وخلفائه وسلف ھذه الأمة بعد أن يغلق الباب علي نفسه لئلا يري المسلمين الحاضرين وأخلاقھم وتصرفاتھم البعيدة عن تعاليم الإسلام فيقع في حيرة من أمره. كما ھو الواقع. فيحرم بذلك التمتع بھذا الدين ورحمته وما أعد لأتباعه. حقا. في الدار الآخرة دار الجزاء والكرامة، واللّٰه المستعان. وختاما أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يھدي قادة المسلمين حيثما كانوا، ليفھموا الإسلام من جديد ويعتزوا به ثم ليقوموا بالدعوة إليه، إنه أقرب مسئول وخير مجيب. وصل اللهم وسلم وبارك علي من أرسلته رحمة للعلمين محمد وآله وصحبه. محمد أمان بن علي الأثيوبي (الأستاذ بالجامعة السلفية، لائلفور).