کتاب: محدث شمارہ 27-28 - صفحہ 5
کلمۃ العدد
’’رسول الرحمة محمد صلی اللہ علیہ وسلم‘‘
(لقد جاءكم رسول من أنفسكم، عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم، بالمؤمنين رءوف رحيم).
ھكذا وصف الله نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام وھو يخاطب أتباعه المؤمنين بأن محمداً كثير الحرص عليھم وشديده إذ يھمه ما ينفعهم ويسره، ويحزنه ما يضرھم ويحرجهم، وكان بالغ الرحمة والرأفة بهم، ھذا ھو موقف نبي الرحمة من أمته.
وقد أوجز عليه الصلاة والسلام الهدف من رسالته فيما أوتي من جوامع الكلم حيث يقول عليه الصلاة والسلام: ’’إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق‘‘ ومن تلك الأخلاق الكريمة التي بعث نبينا لإتمامھا والدعوة إليھا وحث أتباعه عليھا بشتي الوسائل ومختلف الأسلوب ’’الرحمة‘‘. وكانت رسالته رحمة للعالمين (وما أرسلنك إلا رحمة للعلمين). وكان جهاده وقتاله رحمة إذ لم يغز ولم يقاتل قط عصبية وتشفيا. ولم يقاتل لحب الاستعلاء والسيطرة والاستعمار، ولكنه كان يجاھد ليخرج الناس من الظلمت إلي النور، ليخرجھم من ظلمة الجهل إلي نور العلم والمعرفة، من ظلمة الشرك والتذلل للمخلوقين إلي عز التوحيد والإخلاص بعيداً من المواقف التي لا تساير الرحمة، ولذا كان يحفظ للبلدان المفتوحة مكانتها وكرامتھا ولا يهين أھلھا.
وكل من يدرس تاريخ الإسلام وسیرته العطرة يدرك ما كان للذميين من الحقوق في الإسلام ويدرك من ذلك حة ما قلناه نحو جهاده وقتاله عليه الصلاة والسلام.
وأما تعاليمه عليه الصلاة والسلام فتنبي ما يكنه صدره الواسع عليه الصلاة والسلام من الرحمة والرأفة والإنسانية والنبل، فلنستعرض بعض النصوص النبوية التي تفيض بھذه المعاني بأوسع مفھومها، يقول رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام: ’’ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء‘‘ ’’من لا يرحم لا يرحم‘‘ ’’الراحمون يرحمھم الرحمٰن‘‘ ’’ليس منا من لا يرحم صغيرنا ولا يؤقر كبيرنا ولا يعرف لعلمائنا قدرھم‘‘. ’’ثم يقول: ’’ليس منا من بات شبعانا وجاره جائع‘‘. إلي آخر النصوص الكثيرة